عندما ما نقول عبارة "كن على طبيعتك/ احب نفسك كما انت/ لا تتغير من اجل احد"
اتسائل
هل ما نحن عليه الان هو نحن حقا؟
هل هذه هي طبيعتنا التي يجب الا نغيرها و التي يجب ان نحبها كما هي و التي يجب ان احافظ عليها، هل هذه الشخصية التي املكها الان هي شخصيتي حقا ؟
بالتأكيد كل شخص سينظر الي نفسه ثم يقول اجل هذا انا و هذه شخصيتي ....ربما نعترف اننا لا نحب انفسنا .... لكن لا نعترف ان ما نحن عليه الان ليست حقيقتنا
كيف هذا، كيف انا لست انا على حقيقتي اذا من انا؟
من خلال خبرتي من خلال سنين حياتي التي عشتها ارى ان:- الجميع لم يعد هو......
لقد رايت ان لكل فئة من البشر شخصية معينة شبه موحدة ....
نولد جميعا اطفالا بكتاباً ابيض لم يكتب فيه ولا اخلاق ولا شخصية ولا قيم ولاعادات ...
وكل هذا يكتب في كتابنا بفعل فاعل بفعل مجتمع بفعل بيئة وبفعلنا
نرا جيدا ان المجتمع المتحضر ينتج جيلا متحضر، وان البيت الملزم دينيا واخلاقيا ينتج اطفالا ملتزمون ايضا........ ربما لسنا من نختار كل هذا
لكن عندما نكبر يصبح لدينا الخيار اما ان نسير على الخطى التي تربينا عليها او انصنع طريقنا الخاص وهنا ... يبدأ التغير الحقيقي اما سنقود انفسنا للهلاك او سنتجه بها للقمة ...
ههه اعتقد اني خرجت عن الموضوع
حسنا ما اريد قوله هو انني ارى ان نحن احيانا نغير انفسنا للاسوء فنضع حواجز اما شخصياتنا التي خلقها الله نقية صافية. ...... نحن نسمح المشاكل الحياة ان تغيرنا نحن نسمح لما نتجه اليه من هوايات و محببات تغيرنا .... فإذا احببنا الموسيقى نضعها عنوان حياتينا فلا نتحدث الا عنها و اذا احببنا القرأة نندمج فيها لدرجة اننا لا نرا الواقع من حولنا .... و اذا اتجهنا لعالم السينما و الرسوم المتحركة و الانمي وغيره اتخذنا من تلك الشخصيات التي نراها قدوة ...محب القراءة يظن ان كل ما يقال بالكتب هو الواقع، محب الاغاني لا يستطيع ان يفصل حياته الواقعية عن هذه الاغاني ويربط بها وبين المواقف التي تواجهه...محبي الشخصيات وعالم الخيال على الشاشات يحبون تلك الشخصيات اكثر من حبهم لانفسهم فمن المستحيل ان ترا محب لممثل او محب انمي لا يضع صورة لذلك الممثل او تلك الشخصية
لما لا نستطيع ونحن نسير اتجاه ما نحب ان نتمسك بأنفسنا حتى لا تغرق منا في هذه المجالات العميقة و الواسعة .... لما لا نضع حب انفسنا في المقدمة اولا ثم نبدأ بالسير على مهل نحو هواياتنا لكي لا نكره انفسنا مع الوقت .... لما لا نفصل بين الواقع وبين ما نقراءه من كتب او نسمعه او نشاهده او نحبه ... ولا تقولون ان هذه الاشياء هي من تعلمنا الواقع و انها هي من جعلتنا نرا الواقع على حقيقته ... اذا كان هكذا هو الامر اذا لما من يدخل احد هذه العوالم يصبح الحزن و و البأس جزء منه لما يتوقف عن حب الحياة ..... مع قول الله تعالى " وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو " ...........فلما الحزن وانتم ترون انكم على الطريق الصحيح ..... خلقت الحياة مليئة بالالون سماء زرقاء اشخار بنية وخضراء ارض رملية وترابية وطينية ازهار من كل الالوان فلما اختارو هم الاسود
الحقيقة هي ان عدم قدرة الفرد على ادارة حياته وعدم قدرته على الاختيار الصحيح عدم قدرته على التميز بين المناسب له وبين غير المناسب يجعله يبدأ في كره ذاته و عدم تقديرها وعدم فهم نفسه في احيانا كثيرة ويبدأ بفقد نفسه داخل العالم الذي اختاره بنفسه و تبدأ تلك الاشياء التي اختارها وفضلها على نفسه بوضع بصماتها على شخصيته ...
علينا ان نحب انفسنا على طبيعتها اجل ولكن كما خلقها الله .... حب القرأة لكن انتقى كتبك احسن اختيارها، حب الموسيقى لكن قدر الوقت و لا تجعها جزء منك...حب عالم السينما و الانمي لكن لتختار تلك الشخصيات لتكون قدوتك لتكون هي انت ...ضع حدودك لنفسك ...واثبت قدرتك على الادارة والقيادة مع نفسك اولا
و دائما قف وراجع نفسك و اسأل نفسك دائما هل انا على طبيعتي الان ...اسأل نفسك هل انا بخير و اعتني بنفسك فلن يقدرها غيرك
(لا تجعل من محبباتك وهواياتك لباسك الابدي بل اجعلها مثل التسالي في حياتك تستطيع ان تعيش من دونها وقت ما تريد، تستطيع ان تغيرها عندما تريد)
احبكم في الله