Dear anyone,
Your duolingo forum registration isn't automaticaly transferred to duome forum so in order to join duome forums you need to register with your existing or any other username and email; in any case it's advised that you choose a new password for the forum.
~ Duome Team

علامات الترقيم

Moderator: The_lost

Deleted User 133

علامات الترقيم

Post by Deleted User 133 »

Image



علامات الترقيم



الترقيم هو وضع رموز مخصوصة، في أثناء الكتابة، لتعيين مواقع الفصل والوقف والابتداء وأنواع النبرات الصوتية والأغراض الكلامية، في أثناء القراءة.
علامات الترقيم هي:

  1. الشولة [أو الفاصلة كما هي معروفة على نطاق أوسع] وعلامتها هكذا ،
    ومعناها في اللغة شوكة العقرب. اخترنا هذا الاسم للتشابه الحاصل بينهما في الصورة، كما اختاره علماء الفلك من العرب، للدلالة على ذَنَب البرج المعروف ببرج العقرب، من باب التشبية أيضًا.

  2. الشولة المنقوطة [أو الفاصلة المنقوطة] ؛

  3. النقطة .

  4. علامة الاستفهام ؟

  5. علامة الانفعال !

  6. النقطتان :

  7. نقط الحذف والإضمار

  8. الشرطة

  9. التضبيب « »
    والتضبيب من اصطلاحات علماء الحديث ومعناه عندهم: وضع الحديث الشريف بين علامتين تشبهان الضبة لكي يتميز عما عداه من الكلام.

  10. القوسان ( )


Image



بيان القواعد اللازم مراعتها في استعمال علامات الترقيم



ينقسم الكلام العربي، من حيث الترقيم، إلى قسمين كبيرين: القطع، والوقف.

فأما القطع فهو فصل عباراتٍ يتألف من مجموعها غرض خاص عن عبارات غرضٍ آخر مثله، فصلًا تامًّا مميزًا. وعلامة كتابة كل غرض خاص ممتاز، هي أن يبتدأ بكتابته من أول السطر. وأول السطر لا بد أن يترك قبله بياض، بقدر إصبع. ويلحق بذلك (فيما يتعلق بالابتداء من أول السطر فقط) تعديد الجزئيات والأقسام المهمة.

أما الوقف فأقسامه الممكنة ثلاثة:

  1. الوقف الناقص: هذا الوقف يكون بسكوت المتكلم أو القارئ سكوتًا قليلًا جدًّا، لا يحسن معه التنفس. وعلامة هذا الوقف شولة ، وتوضع فيما يأتي:

    • أولًا: بين المفردات المعطوفة، إذا قصرت عبارتها وأفادت تقسيمًا أو تنويعًا. مثال ذلك:

      • الكلام ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف.

      • حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ، وَبَنَاتُكُمْ، وَأَخَوَاتُكُمْ، وَعَمَّاتُكُمْ، وَخَالَاتُكُمْ … الآية. [النساء: 23]

    • ثانيًا: بين المفردات المعطوفة، إذا تعلق بها ما يطيل عبارتها. مثال ذلك:

      • لا يستحق الاحترام كل رجلٍ لا يقرن القول بالعمل، وكل صانعٍ لا يتوخى الإتقان، وكل شريفٍ يسلك سبيل التهم.

    • ثالثًا: بين الجمل المعطوفة القصيرة، ولو كان كل منها لغرض مستقل. مثال ذلك:

      • المعروف قروض، والأيام دول، ومن توانى عن نفسه ضاع، ومن قاهر الحق قهر. (الإمام علي)

      • الشمس طالعة، والنسيم عليل، والطيور مغردة، والأزهار ضاحكة.

    • رابعًا: بين جمل الشرط والجزاء، أو بين القسم وجوابه (فيما إذا طالت جملة الشرط أو جملة القسم)، أو نحو ذلك. مثال ذلك:

      • إن قدرت أن تزيد ذا الحق على حقه وتطول على من لا حق له، فافعل. (الأدب الكبير لابن المقفع)

      • لو أن واحدًا أتاني بحديثٍ واحدٍ من أحاديث رسول الله ﷺ لم يبلغني، لملأت فاه ذهبًا. (معجم الأدباء لياقوت)

      • لولا ما رسمت لنا الأوائل في كتبها وخلدت من عجيب حكمتها، لقد بخس حظنا من عمل سلفنا. (الجاحظ)

      • لئن أنكر المرء من غيره ما لا ينكر من نفسه، لهو أحمق. (حكمة مأثورة)

    • خامسًا: قبل ألفاظ البدل، حينما يراد لفت النظر إليها أو تنبيه الذهن عليها. مثال ذلك:

      • في هذا العام المبارك، عام 1329 هجرية، بدأت نهضة مباركة في ديار مصر بإحياء الآداب العربية. ومثل هذه اللغة، لغة العلم الحضارة، تكون حياتها مقدمة لنشأةٍ جديدةٍ

      • لأهلها.

    • سادسًا: بين جملتين مرتبطتين في اللفظ وفي المعنى. كأن كانت الثانية صفةً أو حالًا أو ظرفًا للأولى، وكان في الأولى بعض الطول. مثال ذلك:

      • شاهدت موكب الجناب العالي الخديوي، وهو يسلك شارع عابدين، يوم الخميس الماضي. تحف به الفرسان، كالهالة حول القمر.

      • كادت السيارة أمس تدوس طفلًا، يظهر أنه أصم.

    • سابعًا: لحصر الجمل المعترضة. مثال ذلك:

      • وإذا سكرت فإنني مستهلك مالي، وعرضي وافر لم يُثلَمِ (عنترة العبسي)

      • ولو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ كفاني، ولم أطلب، قليلٌ من المالِ (امرؤ القيس)

      • ومهما يكن عند امرئٍ من خليقةٍ وإن خالها تخفى على الناس، تعلمِ (المتنبي)


  2. الوقف الكافي: ويكون بسكوت المتكلم أو القارئ سكوتًا يجوز معه التنفس. علامته الشولة المنقوطة ؛ ومواقعه بين كل عبارتين فأكثر، يكون بينها ارتباط في المعنى لا في الإعراب. وكذلك في أحوال التقسيم والتفصيل التي يطول فيها الكلام، قليلًا أو كثيرًا. وأهم هذه المواقع هي:

    • أولًا: بين الجمل المعطوف بعضها على بعض، إذا كان بينها مشاركة في غرضٍ واحدٍ. مثال ذلك:

      • خير الكلام ما قل ودل؛ ولم يَطُل فيُمَل. (حكمة مأثورة)

    • ثانيًا: قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارنة أو مشابهة أو تقسيم أو ترتيب أو تفصيل أو تعديد أو ما أشبه ذلك. مثاله:

      • وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجسامًا، وأوفر مع أجسامهم أحلامًا؛ وأشد قوةً، وأحسن بقوتهم للأمور إتقانًا؛ وأطول أعمارًا، وأفضل بأعمارهم للأشياء اختبارًا. فكان صاحب الدين أبلغ في أمر الدين، علمًا وعملًا، من صاحب الدين منا؛ وكان صاحب الدنيا على مثل ذلك من البلاغة والفضل. (الأدب الكبير لابن المقفع)

      • اغنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك؛ وصحتك قبل سقمك؛ وفراغك قبل شغلك؛ وغناك قبل فقرك؛ وحياتك قبل موتك. (محاضرات الراغب)

      • كان بديار مصر أبراجٌ للحمام الرسائلي الذي ينقل البطائق في أجنحته من مدينةٍ إلى أخرى. منها: برج بقلعة الجبل بالقاهرة، وهو المركز العام الذي ينطلق منه الحمام إلى سائر الجهات؛ وأبراج بطريق الشام، بمدينة بِلْبيْس، والصالحية، والفرما، وغزة، وغيرها؛ وأبراج بطريق الإسكندرية، في المدن الواقعة على الفرع الغربي لنهر النيل؛ وأبراج لخدمة الصعيد، إلى أُسْوان. وإلى عَيْذاب. (عن صبح الأعشى ببعض تصرف)

    • ثالثًا: قبل الجملة الموضِّحة أو المؤكِّدة لما قبلها. مثال ذلك:

      • «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ؛ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا». [الروم: 6، 7]


  3. الوقف التام: ويكون بسكوت المتكلم أو القارئ سكوتًا تامًّا مع استراحةٍ للتنفس. وعلامته النقطة المربعة . وتوضع في نهاية كل جملة مستقلة عما بعدها في المعنى والإعراب. مثال ذلك:

    • «مصر كنانة الله في أرضه. من أرادها بسوء قصمه الله.» (حديث شريف)

    • قال أعرابي لأبيه: يا أبت! إن كبيرَ حقِّك عليَّ لا يُبطل صغير حقي عليك. والذي تمُتُّ به إليَّ، أمتُّ بمثله إليك. ولست أزعم أنَّا سواء؛ ولكن لا يحل لك الاعتداء. (زهر الآداب للحصري)

    • وعظ أعرابي ابنًا له، أفسد ماله في الشرب، فقال: لا الدهر يعظك، ولا الأيام تنذرك. والساعات تعد عليك. والأنفاس تعد منك. وأَحَبُّ أمرَيْكَ إليك أَرَدُّهما للمضرة عليك. (زهر الآداب للحصري)


Image



علامات النبرات الصوتية وتمييز الأغراض الكلامية



توجد علامات تتردد بين الأقسام السابقة، ولكنها تمتاز بأحوال مخصوصة من الكلام. وهذه العلامات هي:

  1. علامة الاستفهام للدلالة على الجمل الاستفهامية. وعلامتها ؟ في آخر الجملة، سواء كانت مبدوءة بحرف من حروف الاستفهام أم لا. مثال ذلك:

    • هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ؟ [الغاشية: 1]

    • أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ؟ [يوسف: 90]

    • الجاهل عدو نفسه. فكيف لا يكون عدو غيره؟ (حكمة)

    • أنت أيضًا لا تدري مزايا الآداب العربية، ووجوب التعاون على إحيائها، لاستعادة مجدنا أولًا ولمسابقة الأمم الحاضرة في ميادين الحضارة؟

    • صديقي هو الذي يرميني بهذه المسبة؟

    • حُكي لابن بشرٍ الآمدي أن ابن علَّان قاضي القضاة بالأهواز ذكر أنه رأى قَبَجَة وزنها عشرة أرطال. فقال: هذا محال. فقيل له: ترد قول ابن علان؟ قال: فإن قال ابن علان: إن على شاطئ جيحون نخلًا يحمل غضارًا صينيًّا مجزَّعًا بسواد، أقبلُ؟ (معجم الأدباء لياقوت)


    ملاحظة: يشترط أن لا يكون الاستفهام معلقًا، أو معمولًا لعامل نحوي. مثال ذلك:

    • لا أدري، أسافر الأمير أم بقي في قصره.

    • استفهمتُ منه كيف تعلم المنطق، وما هي الغاية التي قصدها.


    (ففي أمثال هاتين الحالتين لا توضع علامة الاستفهام).

  2. علامة الانفعال ! وتوضع في آخر كل جملة تدل على تأثر قائلها وتهيج شعوره ووجدانه، مثل الأحوال التي يكون فيها التعجب والاستغراب والاستنكار (ولو كان استفهاميًّا) والإغراء والتحذير والتأسف والدعاء ونحو ذلك. مثاله:

    • إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ! [ص: 5]

    • حذارِ حذارِ من بطشي وفتكي! (مقامات الحريري)

    • هيهات أن يأتي الزمان بمثله! إن الزمان بمثله لبخيلُ.

    • ما أجمل السماء!

    • إليك عني!

    • عليكم بتقوى الله!

    • يا حسرتاه! والهفاه! يا أبتاه!


    (وتوضع هذه العلامة أيضًا في آخر الجمل المبدوءة بنِعْمَ وبئس وحبذا، ونحوها.)

  3. التضبيب وعلامته « » أي ضبتان توضع بينهما الجمل والعبارات المنقولة بالحرف. مثال ذلك:

    • قال محمد بن عمر المدائني في كتاب القلم والدواة: «يجب على الكاتب أن يتعلم الهندية وغيرها من الخطوط العجمية. ويؤيد ذلك … أن النبي ﷺ أمر زيد بن ثابت أن يتعلم كتابة السريانية. فتعلمها … وكان يقرأ بها على النبي ﷺ كتبهم.» (صبح الأعشى)


  4. النقطتان : توضع هذه العلامات قبل الكلام المقول، أو المنقول، أو المقسم، أو المجمل بعد تفصيل، أو المفصل بعد إجمال؛ وفي بعض المواضع المهمة للحال والتمييز. مثال ذلك:

    • قالت الضفدع قولًا فسرته الحكماء: «في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء؟!»

    • روي عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت.»

    • تنقسم الدنيا إلى خمسة أقسام: أفريقية، وآسية، وأوربة، وأمريكة، والأفيانوسية.

    • العقل، والصحة، والعلم، والمال، والبنون: تلك هي النعم التي لا يحصى شكرها.


  5. نقط الحذف والإضمار وتوضع هذه النقط الثلاث للدلالة على أن في موضعها كلامًا محذوفًا أو مضمرًا، لأي سبب من الأسباب. كما لو استشهد الكاتب بعبارةٍ وأراد أن يحذف منها بعض ألفاظ لا حاجة له بها؛ أو كان الناقل لكلام غيره لم يعثر على جزء منه في وسط الجملة: ففي هاتين الحالين وأشباههما توضع محل الجزء الناقص هذه النقط للدلالة على موضع النقص. وذلك أفضل كثيرًا من ترك البياض، لأنه لا يؤمن إغفاله عند النقل مرة ثانية أو عند الطبع. وفي ذلك إخلال بالأمانة. مثال ذلك:

    • إنما العمل على أهل النظر والتأمل الذين أعطوا كل شيءٍ حقه من القول ووفوه قسطه من الحق … فلمثل هؤلاء تصنف العلوم وتدون الكتب. (التنبيه والإشراف للمسعودي)


  6. الشرطة وعلامتها وهي لفصل كلام المتخاطبين في حالة المحاورة، إذا حصل الاستغناء عن الإشارة إلى أسماء المتخاطبين، ولو بطريق الدلالة، بمثل: قال، أجاب، رد عليه، وهكذا.
    وقد توضع أيضًا في أول الجملة المعترضة وآخرها إذا كانت تتخللها شولة فأكثر، أو جملة معترضة أخرى. مثال ذلك:

    • طلب بعض الملوك كاتبًا لخدمته. فقال للملك: أصحبك على ثلاث خلالٍ.
      – ما هي؟
      – لا تهتك لي سترًا، ولا تشتم لي عرضًا، ولا تقبل فيَّ قول قائل.
      – هذه لك عندي. فما لي عندك؟
      – لا أفشي لك سرًّا. ولا أؤخر عنك نصيحة، ولا أوثر عليك أحدًا.
      – نعم الصاحب المستصحب، أنت! (صبح الأعشى)

    • أذاهب أنت إلى المدرسة؟
      – نعم.
      – قل لأستاذ العربية: إنني راغب في لقائه.
      – على العين والرأس.
      – وعرفه أنني مرتاح للطريقة الجديدة في الترقيم.
      – لقد أفادتنا، يا سيدي، وسهلت علينا القراءة العربية بعد أن كنا نتخبط فيها على الدوام.
      – ولذلك سأطلب منه أن يعمم نشرها بين الناس، لتتم بها الفائدة.

    • من حد هذا الدرج إلى السور الغربي — وهو الذي فيه الباب الجديد المعروف الآن بباب القيسارية، وفيه باب الميضأة وسائر الأبواب الآتي ذكرها، إن شاء الله، عند أبواب الحرم الخليلي بمدينة حبرون — خمسة وثمانون ذراعًا وثلث ذراع. (عن مسالك الأبصار)


  7. القوسان ( ) يوضع بينهما كل كلمة تفسيرية أو كل عبارة يراد لفت النظر إليها. وكذلك الجملة المعترضة الطويلة التي يكون لها معنى مستقل، خصوصًا إذا كثرت فيها الشولات. مثال ذلك:

    • الجحفة (بضم الجيم وسكون الحاء المهملة) موضع على ثلاث مراحل من مكة. (عن مسالك الأبصار)

    • إن اللغة العربية (وهي من أوسع اللغات انتشارًا وأغزرهن مادة) قد اتسع صدرها لجميع العلوم والمعارف في أيام العناية بها وبعلمائها.

    • بين جور وشيراز (وهي قصبة فارس) عشرون فرسخًا. (عن مسالك الأبصار)


Image



مزايا الترقيم



لا تقتصر فوائد الترقيم على بيان مواضع الوقف أو السكوت التي ينبغي للقارئ مراعاتها في أثناء التلاوة، ولكنه يرمي إلى غاية أبعد وإلى غرض أكبر. فهو خير وسيلة لإظهار الصراحة وبيان الوضوح في الكلام المكتوب؛ لأنه يدل الناظر إلى تلك العلامات الاصطلاحية على العلاقات التي تربط أجزاء الكلام بعضها ببعض بوجهٍ عام، وأجزاء كل جملةٍ بنوع خاص.

نعم إننا لو نظرنا إلى هذه المسألة بطريق الحصر لأقررنا بأن كل أقسام الكلام المنتظم ترتبط بعضها ببعض، وأن فكرة الكاتب لا يتأتي الوصول إلى إدراكها بجميع تفاصيلها إلا عند بلوغ نهاية ذلك الكلام. غير أن هنالك أمرًا لا ينبغي إغفال الإشارة إليه، وذلك أن الكاتب ليس من مصلحته أن يتعب ذهن القارئ ولا بصره، لئلا يدركه الملال، فتضيع الفائدة المقصودة، كلها أو بعضها. لذلك كان من الواجب عليه أن يلفت نظر القارئ في كثير من المواضع بعلامات تحمله على الوقوف قليلًا أو السكوت طويلًا. وذلك بأن يعرض عليه فكرته العامة، مفصلة ومقسمة، بحيث يأتي له تفهم أجزائها واحدًا فواحدًا، بصرف النظر عن العلاقة العامة التي تربط هذه الأجزاء كلها، بعضها ببعض.

وعلى هذا الحكم تكون الجملة، باعتبار الترقيم، عبارة عن سلسلة من الكلمات يدل مجموعها على جزء من أجزاء تلك الفكرة العامة التي سبقت الإشارة إليها، بحيث إن هذه السلسلة تؤدى — ولو بصفة وقتية — إلى فهم معنى مستقل بنفسه وكامل في حد ذاته. فهذا الموضع هو الذي يجب وضع النقطة . عقبه، للفصل بين كل جملة وما يليها من أخواتها، حتى يصح القول بأن الكاتب أراد الدلالة بهذه الوسيلة على أنه قد فرغ من عرض فكرته الجزئية وأنه يطلب من القارئ أن يقف قليلًا عند هذا الموضع ليعلق بذهنه ما وقع عليه بصره.

وكلما كثرت النقط في الكلام المكتوب، كان أكثر صراحة وأشد وضوحًا؛ ولكنه يكون في الحقيقة مفككًا. وكلما كانت نادرة كان الإنشاء متماسكًا؛ ولكنه يكون موجبًا للتراخي وداعيًا لتبرم القارئ والتثقيل عليه في سهولة فهم ما بين يديه. فالإفراط في كل من الحالين مذموم، وخير الأمور الوسط على ما هو معلوم. والكاتب القدير والمنشئ النحرير هما اللذان يكون في وسعهما اتباع الطريقة المثلى للجمع بين المزيتين، وهما: الوضوح، وتسلسل الأفكار وأخذ بعضها برقاب بعضٍ على أسلوب معقولٍ ومقبول.

تلك هي القواعد الواجب مراعاتها في كل حال. ولكن للكاتب مندوحةً في الإكثار أو الإقلال من وضع هذه العلامات، بحسب ما ترمي إليه نفسه من الأغراض ولفت الأنظار والتوكيد في بعض المحالِّ ونحو ذلك مما يريد التأثير به على نفوس القراء. فكما يختلف الناس في أساليب الإنشاء، وكما تختلف مواضع الدلالات كما هو مقرر في علم المعاني، فكذلك الشأن في وضع هذه العلامات. ولكن الترقيم إذا كان يختلف باختلاف أساليب الإنشاء، فليس في ذلك دليل على جواز الخروج عن قواعده الأساسية التي شرحناها. وإنما يكون ذلك بمثابة تكثير لبيان الأحوال التي تستعمل علاماته فيها. وملاك الأمر كله راجع لذوق الكاتب، وللوجدان الذي يريد أن يؤثر به على نفس القارئ ليشاركه في شعوره وفي عواطفه. والممارسة هي خير دليل، يهدي إلى سواء السبيل.


Image



مثال جامع لأغلب علامات الترقيم



نختم هذا الموضوع بمثال جامع لأغلب علامات الترقيم الموضحة أعلاه.

وتَبلَّغ الرجلان بطعام خفيف؛ ولكن طعام العربي كان جدَّ زهيد، فحفنةٌ من تمر، ولُقمة من خبز الشعير الخشِن كانت تكفي لأن تسُدَّ رمَق جوعه، إذ إنه نشأ على تقشُّف الصحراء، وذلك رغم أنَّ بساطة العيش العربي كثيرًا ما غلَبَ عليها، مُذ فتح سوريا، البذخ الوافر الذي ليس له حد؛ ثُم اختتم وجبتَه بقطراتٍ قليلة من ماء العين الجميلة التي أوى وصاحبه إليها. أما طعام المسيحي فكان شهيًّا رغم خشونته، وكان أهمُّ ما يتألَّف منه لحم الخنزير المقدَّد، الذي يُحرِّمه المسلمون على أنفسهم، ثم أخرج قنينةً من الجلد وصبَّ منها شرابًا خيرًا من الماء الصافي، وهكذا أخذ يتناول طعامه بنفسٍ مُقبلة، ويستقي وعليه أمارات الرضا، ولا كذلك العربي الذي كان يرى أن ليس من اللياقة أن يتظاهر المرء وهو يقضي حاجة من حاجات الجسم الدنيئة؛ ولا رَيبَ أنَّ كلًّا منهما كان في دخيلة نفسه يهزأ من زميله كيف يتَّبِع دِينًا باطلًا؛ وزاد من هذا الشعور ذلك الفارق الكبير بين مسلكَيهما وطعامَيهما؛ لكنَّ اثنيهما قد أحسَّا كلٌّ بثِقَل ذراع صاحبه، فكان من أثر ذلك النضال العنيف الذي نشِب بينهما أنْ يتبادلا التقدير وأخفَيا كلَّ اعتبارٍ دونه، ولكنَّ العربي مع ذلك لم يسَعْه إلا أن يُشير بكلمةٍ إلى ما لم يَرُقْه من خلق المسيحي ومسلكه، وبعد أنْ تطلَّع مدَّة — دون أن ينبس ببنت شفة — إلى شهية الفارس القوية التي مدَّت من وجبتِه طويلًا بعد أن فرغ هو من طعامه، وجَّه إليه الخطاب وقال:

«أيُّها النصراني الجسور! هل يليق بالمرء يُقاتل كالرجال أن يكون حين تناوُل الطعام كالكلاب أو الذئاب؟ والله إني لأظنُّ أنه حتى اليهودي الكافر ليقشعِرُّ بدنُه إذا رآك وأنت تأكُل بشهيةٍ كأنك تتناول من ثمَر أشجار الجنَّة.»

فالتفت المسيحي مُتعجبًا من تلك التهمة التي أُلقِيَت عليه دون أن يترقَّبها، ثُم قال: «أيها العربي الجسور! اعلم أني إنما أستمتِع بالحرية المسيحية، وأنَّ لي أنْ آتي ما لم يستطِعْه اليهود الذين يرزحون تحت نَير ملَّةِ موسى البالية. ولتعلم أيُّها العربي أنَّنا نخضع لشريعةٍ سامية؛ حيَّاكِ الله يا مريم! إنا لله شاكرون!» واختتم حديثَه بعبارةٍ لاتينية قصيرة، ثم احتسى جرعةً كبيرة من القنينة الجلدية كأنه يتحدَّى ما يُساور زميله من وسواس.

من رواية الطلسم للمؤلف والتر سكوت
ترجمة محمود محمود


Image



المصدر المعتمد في الموضوع



الترقيم وعلاماته في اللغة العربية لأحمد زكي، بتصرف

Deleted User 1929

Re: علامات الترقيم

Post by Deleted User 1929 »

شكراً لك على هذا المنشور الجميل فأنا من أشد محتاجينه. تفاجئت عند قراءتي عن القوسين ()، ظننت ان كل مايكتب داخلهما ليس ذات اهمية كبيرة ولكن اتضح انه العكس 😅. ايضاً اصبحت الفاصلة علامة الترقيم المفضلة لدي فأنا من برج العقرب 😎.

User avatar
..Renad
Oman

Re: علامات الترقيم

Post by ..Renad »

شكرا لك . .

منشور مفيد جدا . .

وترى ظُروفَ الأمسِ صارت بلسَمًا
وهي التي أَعيَتْك حينَ تعسّرتْ

رِنــاد

User avatar
malak789
Algeria

Re: علامات الترقيم

Post by malak789 »

استفدت كثيرا
شكرا لك

Deleted User 133

Re: علامات الترقيم

Post by Deleted User 133 »

مسرور لسماع هذا.
على الرحب والسعة.

Post Reply

Return to “المواضيع اللغوية”