هدير من أيلول البحار العاتية،..فوق نفحات انين الألم يُرى مداه ضياء منسكب في مجهول،الطيور متراكمة في خط السماء وماضة المعاني كلحن رقيق مرفرف بجناحيه المشعة مطلقًا من قلبه مآرب تحنو لسرب السلام،الضباب ماكث في صفحة الجو السماوي المتمازجة مع أرصفة الحزن البيضاء..متداخلة في مشاهد تحمل في جيبها رنيم من شذى منحاس يآئس من رفعة تفوضات الحياة..يَبصم في قلب البحر خلود فيضان يناوش بعزيمة باهتة ديون الواقع،بصوت كآبة ملهفة دم مشاعر الإنسان.وهنا يفيض الموج ثائر يعزف كبريائه في بعد كي ينسى شغف ظلم الزمان،وهو يفسر معاناة البشر وكم تزينت الحياة بشموخ إنصرامُ،يسير مركب الحاضر في حدود السعادة المنسية،فهي أضواء من سراب تزدان بالإختفاء.ينبع البحر منظور مآسيه يُري شرفة البؤس متمددة من صيحات الفؤاد،وفي لحظة تُنثر الاغصان حنائها لتبكي على ما ألتبسته الحياة من طيب الفناء..وتجد النفس شعورًا آخر يغني من وجده عاصفة تعزف بأوتار البكاء..والرياح تمضي حتى ما بقى نسيمها يُناحي صفحات المللذذات بصبره القادم من شراج البحار والمآسي،ولا زالت نفحة الاجواء صامدة حتى وصلت الامواج للمهاوي،والروح تجدد ثوب الدموع المنساب،لو جاد مده وجزره التعبير لأخرجا حروفًا ألوانها من ألم، ولكنها الدنيا دربها كربٌ..ويبقى البحر في درب واحد،مهما اعرت له الحياة غزله بالحزن المجرد،حلمه ان يرى السماء ترسم له شمع الآمال،وصراخه يصدح اليأس بعيدًا وهو في معاركة مع دم الفُجيعة السوداء..لكيما يعاود السكن في مروجه المطلة على دار أنوار،كلها تنبض من مراسيه المحرقه من فكره عبث الاشواك.كتعميرات لوجة الحياة البآئس تضمر البحار سائرة لا تهرول مهما كانتشدة ضواحي الايام من شتات السواد،الهرولة للوراء،ويعش معها الإنسان حالمًا المبدأ في سماء تطلعات الاحلام والغفلات،وتعيد طراوته البحار مطلقة معه طريق الصبر على طول درب البحر..
انتهى..شكرًا على القراءة