- حسنا، نحن مستعدون، حوّل.
- ماذا عنك يا بْرَافُو؟
- فريق برافو مستعد أيضا، حول.
- جيد. تقدموا بثبات عند الإشارة، ولا تنسوا أننا قضينا عامين نتقفى هذا الأثر. فلننهي الأمر هذه الليلة يا شباب.
هكذا دار الحوار بين [صولِد]، العميل الخاص المسؤول عن العملية، وفرقتا التدخل السريع أَلْفَا وبرافو. لقد تبقت دقيقتين على منتصف الليل، الوقت المخطط لعملية الاقتحام. ما هو الهدف؟ تلك الحانة القديمة في ركن الشارع. لقد تم الاكتشاف مؤخرا أنها مصدر كل الإشارات التي تقوم المخابرات بتقفي أثرها. إنها إشارات حالات الاختفاء الغامضة التي بدأت منذ عامين. أناس من أجناس وفئات عمرية مختلفة تختفي دون أي أثر وبأعداد كبيرة. والقاسم المشترك بينها هو غياب أدلة على حدوث اختطاف: لا أثر لأي مقاومة، ولا أثر لأي مشتبه بهم، وكأن الضحايا قد اختفت بكامل رغبتها...
انقضت الدقيقتين؛ إنه وقت الاقتحام؛ [صولد] يصدر الإشارة؛ القوات تقتحم المكان من كلتا الجهتين في لمح البصر.
ما هذا الهدوء؟ لا أثر لتوافد الزبناء على الحانة في الآونة الأخيرة، وكأن المكان مهجور منذ أشهر. الكؤوس محطمة في كل الأرجاء، والكراسي مبعثرة هنا وهناك.
- ألفا، ماذا لديك؟ ماذا ترى؟
- لا شيء بعد يا سيدي، حول.
- ماذا تقصد بلا شيء؟
- فقط طنين الموجات الفولطية التي تنبعث من هذا المصباح المتدلي، والعثث التي تطوف حوله.
- استمروا في البحث. لا تهملوا أي تفاصيل.
قد تكون هذه الحانة ذات مساحة واسعة مقارنة بغيرها، لكن عدا ذلك، تبدو مثلها مثل سائر الحانات. كراسي، طاولات، منضدة طويلة، خزانة مشروبات ممتدة على طول الحائط، كلها يملأها الغبار.
نظر [تيم] إلى الخزانة لبعض الوقت. أجل، هناك شيء مريب حيالها. "لماذا ترِكت الرفوف وسط الخزانة شاغرة إذا كان الوسط أقرب مكان للنادل؟" هذا ما كان يدور برأسه قبل أن يتقدم خطوة إلى الخزانة، ثم خطوة أخرى، وأخرى، إلى أن بلغها.
"وجدتك!" سحب [تيم] إحدى الزجاجات من الخزانة، فإذا بمدخل سري يفتح عبر وسطها. [تيم] هو أحدث عضو في الفريق وهو الأصغر سنا. تم تجنيده في فرقة ألفا بشكل خاص بفضل مهاراته التحليلية وسرعة بديهته، والتي اكتسبها من الألعاب الإلكترونية وحل الأحجيات منذ طفولته.
- يا رفاق، وجدت ممرا سريا. تعالوا إلى هنا.
- أحسنت! كيف وجدته؟
- لقد كانت هناك زجاجة في الخزانة، لكن لم يكن يكسوها الغبار كغيرها.
- أحدهم كان هنا مؤخرا.
- أجل، أرسل التقرير إلى [صولد] ولنتقدم بحذر. لدي شعور سيء حيال هذا الأمر.
نزلت فرقة ألفا أسفل الدرج، بينما بقيت برافو للحراسة.
امتد الممر الضيق في الطابق السفلي لبضعة أمتار، لكن عند نهايته كان المشهد الصاعق: المئات من الكبسولات، كل واحدة منها متواجدة في مختبر مصغر، كلها منظمة بدقة في هذه المنطقة الشاسعة ذات الإنارة الساطعة.
- ما هذا المكان؟
- لا أدري... يبدو أنه مختبر للتجارب.
- تجارب؟ أي تجارب؟
- أنظر حولك. هل ترى حجم تلك الكبسولات؟ لمن تظنهم صنعوها؟
- تجارب بشرية؟! تقصد ضحايا الاختفاء؟
- الأرجح.
- أين الجميع إذن؟
- هذا ما يخيفني... أنظر إلى كل هذه المعدات. إنها فائقة التطور. والأهم من ذلك، أنظر إلى تلك اللافتة.
- لافتة Tencent؟
- أجل.
- الشركة الصينية الضخمة؟ هل تقصد أنها وراء كل هذا؟
- لا أعرف...
أخذ أعضاء الفرقة يتفحصون المكان. كانت المعدات متشابهة في كل أرجاء المنطقة، ما عدا مكان واحد. كانت هناك آلة من الفولاذ أشبه بالباب، على أطرافها أضواء نيون منطفئة، ومتصلة بمحرك ضخم بالعديد من الكابلات المتطورة. تقدم عضو من الفرقة نحو الآلة ليتأملها. وما أن وضع يده عليها حتى بدء ذلك المحرك الضخم بالدوران بكل قوة. اندفع الجميع إلى ذاك المكان لمحاولة إيقافها، لكن دون جدوى. بدء ضوء غريب بالتشكل من الفراغ وسط الآلة، وكأن به برق. ظهر العداد فوق الآلة وعليه رقم عشرة. عرف الجميع أن لديهم عشر ثواني لإيقاف الآلة. تسعة، ثمانية، سبعة. ما زالت مشغلة. ستة، خمسة، أربعة. انتشر الضوء إلى كل أطراف الآلة الفولاذية. إنها تبدو كبوابة الآن. تراجع الجميع إلى الخلف وأعدوا أسلحتهم. ثلاثة، اثنان، واحد...
العضو التالي: [mention]lama.03[/mention]