Niccolò di Bernardo dei Machiavelli
نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي.. ولد وتوفي في فلورنسا، كان مفكرًا وفيلسوفًا سياسيًا إيطاليًّا إبان عصر النهضة. أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي. أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب الأمير، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن يكتب نصائح لـلحاكم ، نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ماهو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية. وقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين.
واما
المكيافيلية (بالإنجليزية: Machiavellianism) أو القناع المكيافيلي (بالإنجليزية: Machiavellian mask)، وفقاً لتعريف قاموس أوكسفورد الإنجليزي هي "توظيف المكر والازدواجية (الخداع) في الكفاءة السياسية أو في "السلوك العام"، وهو أيضاً مصطلح يعبر عن مذهبٍ فكري سياسي أو فلسفي يمكن تلخيصه في عبارة "الغاية تبرر الوسيلة" وينسب إلى الدبلوماسي والكاتب نيكولو مكيافيلي.. وكتب عن هذا المذهب في واحدٍ من أمهات الكتب الغربية.. كتاب الأمير..
كانت
المكيافيلية في أوروبا خلال القرن السادس عشر ينظر إليها مباشرة بعد نشر كتاب الأمير، على أنها وباء فكري غريب يصيب السياسة في أوروبا الشمالية، منشؤه هو إيطاليا، وأول ما أصاب هو فرنسا.
وفي هذا السياق جاءت أحداث مذبحة يوم القديس بارثولوميو في عام 1572 في باريس لينظر إليها على أنها نتاج للمكيافيلية، وهو راي تاثر كثيرا بفكر القاضي البروتستانتي إنوسنت جنتيليه الهاجينوتي.. وبعده المسرحي الإنجليزي كريستوفر مارلو الذي هاجم الميكافيلية بقسوة في مسرحياته.. وكذلك فريدريك العظيم، ملك بروسيا وراعي فولتير.. قد اصدر مقال في القرن الثامن عشر عنوانه هو "مكافحة مكيافيل" هو واحد من العديد من تلك الأعمال التي نشرت ضد أفكار مكيافيلي وساهمت بشكل مباشر في تحديد مفهوم المكيافيلية في الثقافة الشعبية.. وهو ان الميكافيلية شر كبير يجب التخلص منه.. لم يتم نشر الأمير إلا بعد وفاة مكيافيلي بخمس سنين، ولذا لم يفهمه البعض وهاجموه حتى أصبح اسمه ملازماً للشر دائماً حتى في الفنون الشعبية. وأول من هاجم مكيافيلي هو الكاردينال بولس مما أدى لتحريم الإطلاع على كتاب الأمير ونشر أفكاره، وكذلك أنتقد غانتيه في مؤلفٍ ضخم أفكار مكيافيلي، ووضعت روما كتابه عام 1559 ضمن الكتب الممنوعة وأحرقت كل نسخة منه.
واليوم
يعتبر ميكافيلي هو الاب الروحي للفكر السياسي..رغم الحقد الكبير الذي تكنه اوروبا له.. فعندما بزغ نور عصر النهضة في أرجاء أوروبا ظهر هناك من يدافع عن مكيافيلي ويترجم كتبه. ولم يصل مكيافيلي وفكره لما وصل إليه الآن إلا في القرن الثامن عشر عندما مدحه جان جاك روسو، وفيخته، وشهد له هيغل بالعبقرية. ويُعتبر مكيافيلي أحد الأركان التي قام عليها عصر التنوير في أوروبا.
ويمكن ان نلاحظ ان الحكام الحاليين خصوصا الغرب منهم يعتمدون على فلسفته بطريقة مبهمة ومظللة حتى لا يكتشفها العامة.. ويعتبرونها ذكاءا وعبقرية.. ولا يمكننا شطب العرب من قائمة المناشدين لهذه الفكرة..
من اقوال ميكافيلي
تتخطى اقوال ميكافيلي اسمه.. لدرجة انكم تعرفون هذه الاقول واشك في انكم تعرفون قائلها ولو بالاسم فقط.. ولعل اشهر هذه الاقوال على الاطلاق:
[*]"الغاية تبرر الوسيلة"..
[*]”الطريقة الأولى لتقييم حكمة الحاكم، هي النظر إلى الرجال المحيطين به“.
[*]”إن الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس. كان المواطن الروماني يخشى حنث اليمين أكثر من القوانين، لأنه يهاب أولئك الذين يمثلون سلطات الرب أكثر من الرجال“.
[*]"حبي لنفسي قبل حبي لبلادي" .
[*]“ليست الألقاب هي التي تشرّف الرجال، بل الرجال هم الذين يشرّفون الألقاب.”
[*] “من أراد أن يُطاع فعليه أن يعرف كيف يأمر.”
[*] “إذا كان لا مفر من أذية أحد فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من انتقامه.”
[*] “تكون الحرب عادلة عندما تكون ضرورية، ويكون استعمال السلاح جائزاً عندما لا يوجد أمل إلا في السلاح.”
[*]“إذا كان لا مفر من اذية احد.. فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من انتقامه”
[*]“ينسى الناس فقدانهم لآبائهم اسرع مما ينسون فقدان نصيبهم من الميراث”
ومن اعظم النصائح التي قدمها للحكام:
[*]«جميع الأمراء يريدون الظهور بمظهر الرحمة لا القسوة، ولكن عليه التأكد ألا يسيء استخدام هذه الرحمة. لا ينبغي على الأمير التردد في إظهار القسوة للإبقاء على رعاياه متحدين، لأنه بقسوته هذه هو أكثر رحمة من أولئك الذين يسمحون بظهور الفوضى بسبب لينهم. ولكن عليه أن يكون حذرًا، لن يستطيع تجنب سمعة القسوة فجميع الدول الجديدة محاطة بالمخاطر. لكن بامكانه المضي قدمًا بكثير من الحكمة والإنسانية. فالثقة المفرطة ستكسبه سمعة المغفل، وعدم الثقة ستظهره بمظهر الغير متسامح. من هنا يأتي السؤال، هل من الأفضل أن تكون مهابًا أم محبوبًا؟ الإجابة هي من الجيد أن تكون مهابًا ومحبوبًا ولكن من الصعب تحقيق ذلك، والأضمن أن تكون مهابًا على أن تكون محبوبًا، إذا لم تستطع أن تكون كليهما. الرجال بشكل عام جاحدون، طليقوا اللسان، جشعون ويحرصون على تجنب المخاطر. طالما أنهم مستفيدون منك، فأنت تملكهم بشكل كامل، يعرضون عليك دمائهم وسلعهم وأطفالهم عندما تكون المخاطر بعيدة. ولكنهم يتمردون عندما يقترب الخطر والأمير الذي يعتمد على كلماتهم دون الاستعداد لإجراءات أخرى، سيزول لأنه اشترى صداقتهم ولم ينلها بنبله وعظمة روحه. يتردد الرجال في إهانة ملهمي الخوف مقارنة بملهمي المحبة، لأن الحب يتماسك بسلسلة من الالتزامات التي سيكسرها الرجال فور خدمة أغراضهم. لكن الخوف يتماسك برعب من العقوبة لا يفشل أبدًا»
إذا.. عزيزي القارئ.. اتمنى انك استفدت من موضوعي هذا..
وقبل رحيلك من هنا اود ان اسالك..
من وجهة نظرك.. هل تظن ان افكار ميكافيلي عبقرية سياسية تقودك للقمة كما يؤمن به الغرب.. ام انها شر ماكر يجب دحضه في الحال كما آمن به اوروبيو ما قبل النهضة.. أم أن لك رأيا آخر؟