Dear anyone,
Your duolingo forum registration isn't automaticaly transferred to duome forum so in order to join duome forums you need to register with your existing or any other username and email; in any case it's advised that you choose a new password for the forum.
~ Duome Team

قصة سِحْر☆..

Moderator: The_lost

User avatar
OMIMA--2008
Oman

قصة سِحْر☆..

Post by OMIMA--2008 »

كانت تمطر، في تلك الليلة، على نحو متقطع. تأرجحت عربة الريكشا، التي كنت أركبها، إلى أعلى وأسفل منحدرات «أومري» الحادة، حتى توقفت أخيرا أمام بيت صغير، غربي الطراز، محاط بسياج من الخيزران. على ضوء فانوس دافع الريكشا، أمكنني أن أرى لوحة الاسم الخزفية، مكتوبة بحروف يابانية، الهندي «ماتيرام ميسرا». كان ذلك هو الشيء الوحيد الجديد في المدخل الصغير، ذي الطلاء الرمادي المتقشّر.

ربّما سمع العديد منكم عن «ماتيرام ميسرا، الذي هو مواطن من «كالكتا»، ناضل دائما من أجل استقلال الهند، كما أنه ساحر شاب، درس الأسرار عن البرهمي(1) المشهور حسن خان. قابلت ميسرا في وقت سابق منذ شهر بتقديم من صديق(2)، لكن بينما ناقشنا قضايا سياسية واقتصادية مختلفة، لم أكن أبدا موجودا عندما مارس سحرا حقيقيا. لذلك أرسلت إليه رسالة، أطلب منه أن يعرض لي بعض السحر، وها أنا أسرع الآن بواسطة ريكشا، إلى أطراف «أوموري» المنعزلة، حيث يعيش ميسرا.

وأنا مبتل بالمطر، وجدت الجرس تحت لوحة الاسم، على هدى ضوء ملتبس لفانوس دافع الريكشا، ضغطت عليه. فتح الباب سريعا. ظهر في المدخل وجه امرأة قصيرة وعجوز، تعمل عند ميسرا.

  • هل ميسرا موجود؟

  • تفضل بالدخول.. إنه ينتظرك؟

كان للعجوز أسلوب ودود. أرتني غرفة ميسرا، التي كانت إلى جانب المدخل. حيّاني ميسرا بابتهاج، بينما كان يرفع فتيل مصباح النفط على المائدة:

  • إنني مسرور، أنّ كلّ مطر هذا المساء لم يمنعك عن الحضور.

  • لن يمكن لأيّة كمية من المطر أن تمنعني، إذا كان في إمكاني أن أري سحرك.

جلست على كرسي، ونظرت حولي إلى الغرفة الظليلة على ضوء مصباح النفط الخافت.

كانت غرفة ميسرا بسيطة، ذات طراز غربي، مع مائدة في المنتصف، ورفّ كتب على الحائط، ومنضدة بجوار النافذة. ما عدا ذلك، لم يكن هناك أيّ شيء سوي الكرسيين، اللذين جلسنا عليهما. كان الكرسيان والمنضدة باليين تماما، وطرّز مفرش المائدة، الذي كان لامعا ذات مرّة، بزهور حمراء حول الحافة، تكاد تتفكك في أيّة لحظة.

بعد تبادل التحيات، أنصتنا للحظة للمطر الساقط على سياج الخيزران بالخارج. أحضرت العجوز، أخيرا، قدر شاي أسود، وفتح ميسرا صندوق سيجار:

  • تفضّل واحدا

تناولت واحدا، وأشعلته:

  • أشكرك. أعتقد أن الروح، التي تتبعها تدعي الجني، وأفترض أنك تستخدم قوى هذا الجني للسحر، الذي ستعرضه عليّ.

أشعل ميسرا سيجاره، ونفث نفثة دخان عطرة:

  • لقد انقضت مئات السنين، منذ أن انشغل أيّ فرد بجني. من المحتمل أنك تفكّر في «الليالي العربية». لكن حتى أنت يمكنك أن تتعلم إذا شئت السحر، الذي تعلمته، من حسن خان، وهو في الأغلب شكل متقدم من التنويم المغناطيسي. انظر.. يمكن أن تحرّك يدك فقط هكذا..

رفع ميسرا يده، وحرّكها على شكل مثلث أمام وجهي عدّة مرات. ثم أعاد يده إلى سطح المائدة، ملتقطا إحدى الزهرات المطرزة باللون الأحمر حول حافة مفرش المائدة. زحفت بكرسيّ، مندهشا للأمام، وحملقت بعناية إلى الزهرة. كانت دون شك إحدى الزهرات، التي كانت حتى لحظة مضت مخيطة بالقماش. رفع ميسرا الزهرة إلى أنفي، فشممت رائحة مسك قوي. صحت إعجابا، مرارا وتكرارا. أسقط الزهرة عرضا على مفرش المائدة، ومازال بابتسامته الباهتة. وما إن استقرّت الزهرة بالطبع، حتى أصبحت مرّة أخرى، جزءا من التطريز.. لا يمكن انتزاعها، أو تحريك ورقة واحدة من بتلاتها.

  • أرأيت؟ إنّه شيء بسيط، أليس كذلك؟ راقب المصباح الآن.

بينما كان يتكلم، عدّل مصباح النفط لأعلى على المائدة، لكن بدأ المصباح، لسبب ما، فقط في تلك اللحظة نفسها، يدور بسرعة كحذروف. بينما استمرّ ذلك، بدأ ظل المصباح يدور حول محور المستوقد. كنت متوجّسا، قلقا، خشية أن تشعل حريقا، لكن ميسرا جلس بهدوء يتناول الشاي، دون أيّ بادرة قلق. هكذا أجبرت نفسي على أن أظلّ جالسا بهدوء، محدّقا إلى المصباح، وهو يدور أسرع وأسرع.

أمكنني أن أشعر بالنسيم بواسطة دوران طيف المصباح، لكن اللهب الأصفر لم يومض أبدا. كان مشهدا جميلا، مخيفا. استمر الدوران في التصاعد أسرع وأسرع، حتى لم يعد هناك أيّ إحساس بالحركة على الإطلاق، وكان اللهب واضحا تماما. ثم فجأة استقر المصباح علي المائدة كما كان من قبل، ولم يبد على المستوقد أيّ تشوه.

  • هل فوجئت؟ هذا النوع من الأعمال، هو مجرد لعب أطفال. لكن إذا رغبت سأعرض عليك شيئا آخر.

استدار ميسرا، وحدّق إلى رفّ الكتب علي الحائط، ومدّ يده، وأشار. تراصت الكتب واحدا بعد الآخر على رفّ الكتب، ثم هبطت على المائدة. كانت تقوم بذلك فاتحة صفحاتها على شكل جناحين، ثم خافقة في الهواء مثل خفافيش في أمسية صيف. انفتحت فجوة، من المفاجأة، في فمي، ومازال السيجار به. طارت الكتب بحرّية عبر ضوء المصباح الخافت، ثم كدّست نفسها، واحدا بعد الآخر، على شكل هرم. حين وصل الكتاب الأخير إلى قمّة الكومة، بدأ الأول بالتحرّك ثانية، واعتقدت أنها ستطير جميعا عائدة إلى أماكنها على رف الكتب.

لكن عندئذ - وهذا ما أدهشني أكثر من أيّ شيء آخر اتخذ كتاب رفيع، ذو غلاف ورقي، بصفحاته التي مازالت منتشرة كجناحين، طريقا صاعدا بخفة، ثم دار حول المائدة، ثم أغلق نفسه، ساقطا في حجري. مددت يدي إليه، متعجّبا ممّا يجري، فوجدت أنّها رواية فرنسية جديدة، كنت قد أعرتها لميسرا في الأسبوع السابق.

  • أنا ممتن جدا للكتاب.

استمرت ابتسامة ميسرا واضحة، وهو يشكرني. كرّت الكتب الأخرى كلّها عائدة، في تلك الأثناء، إلى رفّ الكتب. كنت مسلوب اللبّ لوهلة، حتى لمجرد الاحتفاء به. لكنني كنت قادرا على أن أتذكّر ما قاله قبل قليل، من أن السحر هو «شيء حتى أنت يمكنك تعلمه، إذا شئت»

  • حقا، لقد سمعت الكثير عنك، لكنني لم أدرك أن سحرك سيكون مدهشا على هذا النحو. بطبيعة الحال، كنت تسخر عندما قلت أنّ ذلك لن يكون بعيدا عن متناول شخص مثلي، أليس كذلك؟

  • يمكنك أن تقوم به. يمكن لأيّ شخص أن يقوم به بيسر. ما عدا أن...

توقف ميسرا، وحدّق بثبات في عيني، ثم استطرد، قائلا بلهجة جديّة، لم أسمعها من قبل:

  • ما عدا أن الشخص الطمّاع لا يستطيع القيام بذلك. إذا أردت أن تتعلم سحر حسن خان، فيجب عليك أن تهجر الطمع أولا. هل تستطيع القيام بذلك؟

  • أعتقد ذلك.

شعرت بطريقة ما بعدم راحة وأنا أجيب، وسرعان ما أضفت فورا:

  • إذا ما كنت ستعلمني سحرك فقط.

مازال ميسرا ينظر إليّ بشك، لكن ربّما شعر أنّه سيكون أمرا فظا، إذا ما تمادي. تنهد أخيرا:

  • سأعلمك، إذن. لكن رغم أنني قلت إنك يمكن أن تتعلمه بيسر، فانّه مازال يتطلب بعض الوقت للتعلم. لذا، سيكون عليك أن تمضي الليلة هنا.

  • أنا ممتن جدا، لأنك ستتحمل العناء.

ظللت أشكر ميسرا لتعليمي السحر، لكنه جلس بهدوء على كرسيه، دون أن يبدو عليه أنّه لاحظ ذلك. ثم نادى على خادمته:

  • أيتها الجدّة! أيتها الجدّة! سيمكث ضيفنا هنا الليلة.. أعدّي الفراش من فضلك.

جلست ودقات قلبي تتعالي، ناسيا أن أسقط رماد سيجاري المتزايد، محدّقا في وجه ميسرا الناعم، وهو يستحمّ في ضوء مصباح النفط الأبيض.

مرّ حوالي شهر، بعد أن تعلمت السحر من ميسرا. كانت تلك ليلة أخري ممطرة، لكن كنت جالسا هذه المرّة في غرفة نادٍ في منطقة «جيتزا»، أتبادل الحديث مع خمسة أو ستة أصدقاء، أمام مستوقد دافئ.

رغم أننا كنّا في قلب طوكيو، والمطر الساقط خارج النافذة، يغمر السيارات والعربات، التي كانت تمرّ دائما بالجوار، فقد كان له نفس الصوت الفريد، مثل ذلك الساقط على سياج الخيزران في «أومري».

بطبيعة الحال، كان الجوّ الطريف على جانبنا من النافذة، واضحا على ضوء المصابيح الساطع، والكراسي المغربية الكبيرة ذات المساند، وباركيه الأرضية اللامع، بحيث لا يمكن أن يقارن من ناحية المظهر أو الحالة مع غرفة مثل غرفة ميسرا.

كنّا نجلس في سديم دخّان السيجار، نحكي قصصا عن الصيد أو سباق الخيل، حين رمى أحد أصدقائي عقب سيجارة إلى المستوقد، واستدار نحوي، قائلا:

  • يقولون إنك تمارس السحر الآن. ماذا عن ذلك؟ هل ستعرض علينا؟

  • حسنا.

قلت ذلك متفضّلا، بينما كنت أميل برأسي للوراء على الكرسي، باديا مثل ساحر مشهور:

  • مادمت قد سألت، فسأعرض عليكم شيئا غريبا جدا، شيئًا لا يمكن لمجرد مخادع أن يحاوله.

وافق الأصدقاء جميعا، وسحبوا كراسيهم حولي كي يشاهدوا، وهم يحثونني باستمرار بنظراتهم. نهضت ببطء، قائلا:

  • رجاء، تفرّجوا عن قرب. ليس هناك خدع أو حيل.

بينما كنت أقول ذلك، لففت كفيّ، وجمعت عرضا في راحة يديّ بعضا من فحم حجري يحترق في المستوقد. تراجع الأصدقاء، الذين كانوا مزدحمين حولي، في خوف. بينما كنت أنظر إلى وجه كل منهم، وهو يبتعد خائفا من أن أقترب منه، وأحرقه.

بقيت هادئا تماما. بعد إمساك سريع للفحم الحجري الملتهب أمام أعينهم، رميتها أرضا. بينما كانت القطع تتبعثر عبر أرضية الباركيه، اتخذت شكل دش مطر، سرعان ما غطي على صوت المطر الساقط خارج النافذة. ذلك لأنه في اللحظة التي ترك الفحم الأحمر يديّ، تحول إلى عملات نقدية ذهبية جميلة، غير معدودة، تساقطت مثل قطرات المطر على الأرضية.

وقف كلّ أصدقائي مندهشين، مذهولين تماما، حتى عن أن يصفقوا.

  • حسنا، هذا كلّ شيء.

تراجعت بهدوء إلى مقعدي، مع ابتسامة ظفر.

مرّت خمس دقائق، قبل أن يسألني أخيرا أحد أصدقائي المصعوقين:

  • هل ذلك المال حقيقي؟

  • إنّها عملات حقيقية. إذا اعتقدت أنها مزيفة، التقط إحداها، وألق نظرة عليها.

  • ألن تحرقني؟

التقط أحد الأصدقاء عملة معدنية بحذر من فوق الأرضية:

  • إنّها حقيقية، فعلا. هيه، أيها البواب! احضر مكنسة ومجرفة، واجمع هذه لنا.

كنس البواب، كما أمر، كلّ العملات معا، وكوّمها في كومة على المائدة المجاورة لنا. تزاحم أصدقائي جميعا حول المائدة:

  • لابد أن هناك 200000 ين هنا!

  • بل أكثر من ذلك! قد يكسر الوزن منضدة أقلّ قوة!

  • على أية حال، لقد تعلم بعضا من سحر قوي، محولا فحما ملتهبا إلى عملات معدنية بذلك الأسلوب

  • بهذا المعدل، سيكون أغنى من «أوزاكي» و«ميتسو» في أسبوع.

بينما أعجبوا جميعا بسحري، استرخيت فوق كرسي، نافثا دخان السيجار بهدوء. أخيرا، تكلمت:

  • إذا تسبب سحري هذا في ازدياد الطمع، فلن أكون قادرا بعد ذلك على استخدامه. وهكذا وأنتم تتطلعون إلى هذه العملات، أخطط لرميها ثانية إلى المستوقد.

عند ذلك، بدأ أصدقائي بجوقة اعتراضاتهم. قالوا، ستكون بلا شعور، إذا وضعت مثل هذه الثروة في المستوقد. لكنني قاومت بعناد، موضّحا لهم أنه بسبب وعدي لميسرا، ينبغي أن أكون متأكدا من رميها في المستوقد. عندئذ وقف أحد أصدقائي، المعروف بأنه ألأكثر مكرا، وضحك في وجهي:

  • تقول إنك تريد أن تعيد المال إلى المستوقد، ونحن نقول، إنّك ينبغي ألاّ تفعل. من الطبيعي، أن نستمر في هذا الجدل إلى الأبد، دون أن نصل إلى أيّة نتيجة. ها هي فكرتي. لماذا لا تلعب الورق معنا مستخدما هذه العملات كأموال مراهنة. إذا فزت يمكنك أن تحوّلها إلى فحم، أو أيّ شيء تريده. لكن إذا فزنا نحن، فانك تسلم المال إلينا. بذلك تتوقف حجج كلا الطرفين، ونكون جميعا راضين.

ما أزال أهزّ رأسي، دون أن أقبل عرضه. ضحك هازئا بدرجة أكبر، متنقلا ببصره ذهابا وإيابا بيني وبين العملات المعدنية على المائدة:

  • بطبيعة الحال، فانّ السبب في أنك لن تلعب الورق معنا، هو أنك لا تريدنا أن نحصل على مالك. إذا كان ذلك هو السبب، فأشكّ أن تكون قد حللت مشكلة استبعاد الطمع، كي تكون قادرا على القيام بسحرك.

  • لا، إذا أردت الإبقاء على العملات، فلم أكن لأعيدها ثانية إلى فحم.

  • إذن، لماذا لا نلعب الورق؟

بعد تكرار مثل هذا النوع من الحوار المتبادل عدّة مرّات، قررت أخيرا أنّه ليس هناك خيار آخر سوى أن ألعب الورق مستخدما العملات على المائدة كأموال في المراهنة، كما قال صديقي. كان أصدقائي جميعا، بالطبع، مغتبطين. طلبوا مجموعة ورق لعب، وذهبوا إلى مائدة لعب الورق في ركن الغرفة، حيث استعجلوني، وسط ترددي، للحاق بهم بسرعة.

دون أيّ خيار آخر، قمت بالرحلة، وبدأت متذمرا ألعب الورق مع أصدقائي. لكن لسبب ما في تلك الليلة، فإنني الذي كنت لاعبا جيدا بشكل عادي وليس بشكل خاص، فزت بانتظام لا يصدق. ولذلك لم أشعر بالرغبة في اللعب في البداية، لكنني أصبحت بالتدريج متحمّسا بغرابة. وخلال عشر دقائق نسيت كل شيء، وبدأت بسحب كروتي بحماس عظيم.

بدأ أصدقائي اللعب، بالطبع، بفكرة أنهم قد يستولون على كلّ العملات المعدنية دون استثناء، ولعبوا بنفاد صبر واضح في وجوههم، ممسوسين تماما بحلم الفوز. لكن بدا ذلك اليأس عندما لعب بعض منهم، وكنت غير قادر على أن أخسر، وتدريجيا فزت منهم بمبلغ مساو تقريبا لقيمة العملات الذهبية. ثم فقد الصديق المعاكس، الذي اقترح اللعب، السيطرة على نفسه بالكامل، ووقف ممسكا بالكروت أمامي، وهو يقول:

  • سنسحب الكارت الأعلى. سأراهن بكلّ ما أملك. أرضي، مباني، خيولي، سياراتي، كلّ ما أملك! وستراهن أنت بتلك العملات الذهبية وما ربحته توا. والآن، اسحب!

شعرت برغبة في تلك اللحظة. جبل العملات المكوّم على المائدة، والمال الذي استطعت الفوز به، يمكن أن يفقد في لحظة حظ سيئ، لكني لم أستطع أن أدع ذلك يناله أصدقائي. وإذا فزت فعلا، فستكون كلّ تلك الأملاك لي! ما فائدة العناء الذي تكبدته في تعلم السحر، إذا لم أستخدمه في وقت مثل هذا؟ بمثل هذه الفكرة في رأسي، لا يمكن لشيء أن يوقفني من استخدام فوزي السحري.

  • حسنا. لكنك تسحب أولا.

  • تسعة!

  • ملك!

صحت فرحا بنصري. أمسكت بالكارت الذي سحبته أمام معارضي الشاحب المتعرّق. لكن الوجه تحت تاج الملك الذي سحبته، خرج فجأة من الكارت، كما لو أنّ شيطانا تقمصه، ومازال ممسكا سيفه بثبات، وابتسم على نحو كريه، ونادى بصوت مألوف:

  • أيتها الجدة! أيتها الجدة! لقد قرر ضيفنا أن يعود إلى بيته. ليس عليك أن تعدّي الفراش.

بدأ المطر المتساقط خارج النافذة مرّة أخرى كما لو كان يتساقط على سياج الخيزران ذاك في «أومري». بينما كنت أتطلع حولي، وجدت نفسي جالسا في مواجهة ميسرا، الذي كان يستحم في ضوء مصباح النفط الخافت، متشحا بابتسامة باهتة للملك على الكارت.

لم يسقط بعد رماد السيجار، الذي كنت أمسكه بين أصابعي. الشهر الذي أنفقته حالا كان حلما، لمدة ثلاث دقائق بالكاد. لكن في الدقيقتين أو الثلاث دقائق تلك، كان قد أصبح واضحا، لكلّ من نفسي وميسرا، أنني لست شخصا مؤهلا لتعلم سحر حسن خان. نكّست رأسي محرجا، غير قادر على الحديث.

أراح ميسرا مرفقيه على مفرش المائدة المطرزة بزهور حمراء، مع نظرة شفقة في عينية، مؤنبا بهدوء:

  • إذا كنت تريد أن تتعلم السحر، عليك أولا أن تتخلى عن الطمع. أنت لم تنل من ذلك التدريب الكثير بعد.

أكتوبر 1922.

(1) البرهمي، من أفراد طبقات الكهنوات العليا عند الهندوس.
(2) صديق أكوتا جاوا (ومعلمه) كان تانيزاكي جانيشيرو، هو الذي قدم ماتيرام ميسرا إلى جمهور اليابان عام بشكل كبير في روايته «حسن خان»


ما رأيكم..؟ :)

لاتھتمّ كثيراً ، فبعض ألقلوبَ لاتشعرّ....
❀ ოё ❀

User avatar
The_lost
Algeria

Re: قصة سِحْر☆..

Post by The_lost »

اللعنة القصة روعة
اصبحت اطلب المزيد

لا تبكي على المصير الذي ولدت به.. فكلنا ولدنا أحرارا..
Free Palestine 🇵🇸 ❤️

User avatar
The_lost
Algeria

Re: قصة سِحْر☆..

Post by The_lost »

من كتاب الشيطان والتبغ مو

لا تبكي على المصير الذي ولدت به.. فكلنا ولدنا أحرارا..
Free Palestine 🇵🇸 ❤️

User avatar
The_lost
Algeria

Re: قصة سِحْر☆..

Post by The_lost »

اريغاتو اميمة تشي

لا تبكي على المصير الذي ولدت به.. فكلنا ولدنا أحرارا..
Free Palestine 🇵🇸 ❤️

User avatar
OMIMA--2008
Oman

Re: قصة سِحْر☆..

Post by OMIMA--2008 »

The_lost wrote: Thu Aug 25, 2022 6:52 pm

اريغاتو اميمة تشي

لا اريجاتو بيننا تسنيم

User avatar
The_lost
Algeria

Re: قصة سِحْر☆..

Post by The_lost »

OMIMA--2008 wrote: Fri Aug 26, 2022 5:36 am
The_lost wrote: Thu Aug 25, 2022 6:52 pm

اريغاتو اميمة تشي

لا اريجاتو بيننا تسنيم

تمام اميماتشي

لا تبكي على المصير الذي ولدت به.. فكلنا ولدنا أحرارا..
Free Palestine 🇵🇸 ❤️

Post Reply

Return to “القصص والحكايات”